درس برشلوني | من براثن الفشل إلى نشوة الانتصار

من الظواهر التي يلاحظها المتابع لبرشلونة الإصرار العجيب من قبل مدربيهم
على تشجيع اللاعبين خصوصاً في اللحظات الحرجة التي تتبع تعرضهم للإخفاق،
ومحاولة إتاحة الفرصة لمن وقع في الخطأ من لاعبيهم لكي يتجاوز أي إحباط
محتمل قد يتسبب في تشويش حالته الذهنية وفي أسرع وقت ممكن. ظهر
ذلك جلياً حينما كان بيب غوارديولا في سدة تدريب العملاق الكتلوني، وها هو
خليفته تيتو فيلانوفا يحافظ على نفس العقلية والمنهج التشجيعي ذاته، منهج
ملفت للنظر وعقلية تثير الإعحاب والإكبار.

في
كأس السوبر الأسباني، وأمام غريمهم التقليدي ريال مدريد، وقع عدد من لاعبي
البلوغرانا في أخطاء فادحة كلفتهم خسارة أول لقب كان بإمكانهم تحقيقه خاصة
وأن الإشارات كانت كلها تؤكد رجحان كفتهم على كفة النادي الأبيض، لكن هذه
الإشارات تساقطت واحدة تلو الأخرى بخطأ فادح من هنا، وآخر من هناك.

الحارس
فيكتور فالديس بدأ سلسلة الأخطاء حينما منح هدية للاعب دي ماريا في تقليص
الفارق في الدقائق الأخيرة من مباراة الذهاب إلى 3-2، ثم عاد ماسكيرانو على
غير عادته ليخطأ أمام هيجواين في الدقائق الأولى من مباراة الإياب، ثم زاد
بيكيه الطينة بلة بعد خطأ فادح آخر أمام كرستيانو الذي عزز النتيجة لصالح
فريقه، وكان أدريانو ختام المسك بارتكابه مخالفة تسببت في طرده منذ الشوط
الأول ليكمل برشلونة أغلب المباراة بعشرة لاعبين أمام خصم عنيد بحجم ريال
مدريد.

كل
هذه الأخطاء التي كانت نتيجتها صريحة ومباشرة في خسارة أولى ألقاب موسم
2012/13، وكل تلك الأخطاء الشنيعة بالجملة لم تكن كافية في السماح للمدرب
فيلانوفا بارتكاب خطأ آخر أكبر وهو خطأ تثبيط لاعبيه ومضاعفة الآثار
السلبية في ذهنيات لاعبيه، بل صمد تيتو أمام كل ذلك وتمكن من تعزيز الثقة
في نفوس لاعبيه.

لقد
امتلك فيلانوفا الشجاعة الكافية لكي يراهن على لاعبيه الذين أخطؤوا،
ومنحهم الفرصة في اللعب ضمن التشكيلة الأساسية في المباراة التي أعقبت
خسارتهم بكأس السوبر مباشرة، وأمام خصم من الطراز الرفيع (فالنسيا)، ليأتي
رد الجميل “جميلاً” من قبل أحد “المذنبين التائبين” -أدريانو- الذي سجل هدف
المباراة الوحيد ومنح برشلونة فوزاً ثالثاً على التوالي في الليغا، حافظ
به على الصدارة بتسع نقاط كاملة.

أي
درس في التشجيع هذا؟ وأي عقلية في العزيمة والشجاعة والإصرار تلك؟ ربما
كان الكثير من المحللين والنقاد والمشجعين قد استغربوا حينما أشرك فيلانوفا
جميع اللاعبين الذي تسببوا بالدرجة الأولى في خسارة لقب السوبر الاسباني
وفي المباراة التالية مباشرةً، لكن الدرس كان واضحاً ومفهوماً.. إنه درس
“الاحترام” من تقديم وإعداد “عقلية الانتصار”!

شكرا عل موضوع

العفو

و شكرا على مرورك نورت الموضوع

» حسين الجسمي - حبيبي برشلوني
» الفشل الحقيقي هو...
» دراما Love Rain بين الفشل والنجاح ..؟!!