بنو نزار بن معد .. الأخوة الأربعة (من التاريخ)

السلام عليكم ورحمة الله.


أحببت أن أقدم لكم قصة من كتاب (شرح قصيدة ابن عبدون لابن بدرون)
>> كتاب نااادر وجدت منه هذه النسخة الإلكترونية الأقرب لمخطوطة بنو نزار بن معد .. الإخوة الأربعة (من التاريخ),أنيدرا

طبعا الشرح مليء بالقصص المثيرة
انتقيت منها هذه لغرابتها ، ولأن فيها إشارة للقافة (القادرون على اقتفاء الأثر) صفة اشتهرت بها إحدى القبائل العربية ...

يقول الكاتب (في شرحه لأحد الابيات) :
لما أشفى نزار بن معد بن عدنان على الموت ، قال لبنيه ، وهم : مضر الحمراء ، وربيعة الفرس ، وإياد الشمطاء ، وأنمار الحمار ،
وكان أعطى لمضر القبّة الحمراء وما شاكلها ، ولربيعة الفرس والسلاح ، واعطى لإياد الجارية الشمطاء والفضة والغنم والإبل البيض ،
وأعطى لأنمار الحمار وما شاكله ،
وقال : يا بني إن اختلفتم في ميراثي فسيروا إلى الأفعى بن الأفعى يقسم بينكم
فلما مات أبوهم اختلفوا في القسم ، فمشوا إلى الأفعى ، فعثروا في طريقهم بـأثر بعير
فقال مضر : هذا بعير أزور ! (أحول ، أو مائل)
قال له ربيعة : نعم ، وأبتر !
قال إياد : نعم ، وأعور !!!
قال أنمار : نعم وشرود ! (شارد ، أو هائم على وجهه)
فقال لهم إنسان لقيهم في الطريق : هل رأيتم لي بعيرا ضالا ؟
فقال له مضر : أكان بعيرك أزور ؟
قال : نعم
قال له ربيعة : أكان بعيرك أبتر ؟
قال : نعم !
قال له إياد : أكان بعيرك أعور ؟
قال :نعم
قال له أنمار : أكان بعيرك شرودا ؟
قال : نعم ، فأين بعيري ؟!!!!!
قالوا : ما رأينا لك بعيرا !!
قال : كيف تعرفون صفة بعيري ثم تقولون أنكم ما رأيتموه !
فاتبعهم حتى وصلوا إلى الأفعى فقال له : أيها الملك ! انصفني من هؤلاء القوم ، فإنهم عدوا علي في بعيري وأخذوه ، فقص عليه قصته معهم
فأقسموا ما رأوا له بعيرا ،
قال الأفعى : فكيف عرفتم صفة بعيره ولم تروه ؟
فقال مضر : رأيت أثر بعير يمكن يدها الواحدة أكثر من الاخرى ، فعرفت أنه أزور
قال ربيعة : ورأيته يرمي ببعره مجتمعا فعلمت أنه أبتر ، ولو لم يكن أبتر لكان يرميه متفرقا
وقال إياد : رأيته يمر بالكلأ فيأكل من الجانب الواحد ، ولا يأكل من الجانب الاخر ، فعلمت أنه أعور
وقال أنمار : رأيته يمر بالروضة من الكلأ فلا يعرّج عليها ، ويمر بما هو دونها من الطيّب فيربع فيها ، فعلمت أنه شرود
فقال الأفعى للرجل : صدق القوم ، ليسوا بأصحاب بعيرك
ثم سألهم عن قصتهم ، فأخبروه بما وصاهم أبوهم وبما أعطى لكل واحد منهم ،
فقال : ومثلكم يحتاج إلى أن يقسم أحد بينهم ؟
قالوا : على هذا اعتمدنا ، فقسم بينهم الميراث (هنا قسمته الميراث وعلاقته باسمائهم الموجودة بأول القصة حذفتها للاختصار)
ثم أنزلهم دار الضيافة و وكّل بهم من يسمع كلامهم ويحفظه ويخبره به
وأمر صاحب غنمه أن يذبح لهم خروفا من أسمن خرفانه ،
وأمر صاحب الشراب أن يسقيهم من أطيب شرابه ، وأن يطعمهم عسلا من أطيب عسل عنده
فلما أكلوا وشربوا ، قالوا : لحم طيب سمين
قال أحدهم : إلا أنه أرضعته كلبة !
وقالوا : هذا شراب طيب
قال الثاني منهم : إلا أن داليته على قبر !!
وقالوا : هذا عسل طيب
قال الثالث منهم : إلا أنه جعلته نحلة في هامة جبّـار
ثم قالوا : هذا ملك كريم
قال الرابع منهم : لولا أنه لغير رشده !!!!!! (مو ولد أبوه)
فقص عليه الموكل بهم جميع كلامهم ،
فأرسل إلى الغنام فسأله فقال : لمّا طلبت أسمن الغنم ، لم يكن عندي أسمن من الذي ذبحت لهم ، وكانت أمه قد ماتت ،
فكان يرضع مع جراء الكلاب .
وسأل صاحب شرابه فقال :ليس عندي شراب أطيب من شراب الدالية التي على قبر جدك ،
ولا كان عندي عسل أطيب من الذي أطعمتهم وكانت نحلة وضعته في هامة إنسان ! ()
فدخل على أمه وقال :اصدقي من أبي والا قتلتك ؟!
قالت له : إن أباك الذي تنتسب إليه كان قد كبر ، وما رضيت أن يموت ويذهب الملك عني ، وكان حواليه فتى من قرابته وسيماً ،
فمكنته من نفسي حتى علقت منه بك ثم قتلته !
فخرج إليهم وأمرهم بالانصراف وقال : إن هؤلاء شياطين الإنس .

انتهت قصة الأخوة الاربعة بني نزار بن معد